وحرصا على إبراز مدينة هرقلة في أجمل مظهر وأبهاه وسعيا إلى إضفاء أكثر جمالية على المدينة حفاظا على الطابع التاريخي والمعماري قامت بلدية هرقلة بتجميل وسط المدينة والشوارع الرئيسية بكلفة جملية قدرت بـ 50 أد آخذة بذلك خصوصيات مدينة هرقلة المزهرة وذلك بتركيز مزهريات وغراسة أشجار البوقنفيلي.
كما أنها تمتاز بمناظر ولوحات طبيعية وتضاريس متنوعة وشواطئ جميلة وكنوز أثرية ساهمت في جلب السياح والزائرين إليها على مدار السنة.
وفي إطار النهوض بجودة المحيط السياحي وإثراء المحيط السياحي وتدعيم مكانته عملت البلدية على إدماج البعد البيئي في القطاع السياحي بتهيئة المسالك السياحيةوإحداث الفسح الشاطئية بالتنسيق مع المندوبية الجهوية للسياحة.
يمثل التراث المعماري أحد المكونات الرئيسية للأصالة والحضارة الوطنية وحلقة وصل بين الماضي والحاضر فضلا عما للمعمار من قيمة ومكانة في حياة
الشعوب وماله من تأثير على حياة الفرد. ومن هذا المنطلق تولي الدولة إهتماما خاصا بهذا القطاع ووضعت العديد من البرامج الوطنية للمحافظة على التراث المعماري الذي خص بجائزة لأحسن إبداع في العمارة التونسية وتعزز هذا الحرص من خلال بعث إستراتيجية عامة تعنى بالمحافظة على التراث في المدن العتيقة بمختلف مكوناتها الأثرية والهندسية والمعمارية.
وقد قامت بلدية هرقلة بوضع أسس وقواعد للمحافظة على التراث المعماري العربي الإسلامي من خلال المجهودات التي تقوم بها عديد الأطراف المتدخلة مثل وكالة التهذيب والتجديد العمراني وجمعيات صيانة المدينة ووزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية وغيرها. وللمحافظة على الطابع المعماري بهرقلة يتم إخضاع ملفات الأشغال المتصلة بالبناءات الموجودة بالمدينة العتيقة إلى مصادقة المعهد الوطني للتراث وذلك قبل عرضها على أنظار اللجنة الجهوية لرخص البناء (الفصل الأول من التراتيب العمرانية الخاصة بالمدينة العتيقة)
كما تم إدراج فصل عاشر بقرار رخصة البناء حيث يتعين على المتحصل على رخصة بناء أن يتقيد عند دهن وتبييض الجدران والواجهات الخارجية بالألوان المرخص فيها (الأبيض والأزرق) وفي صورة إستعمال القرمود يجب أن يكون لونه أزرق.
وفي إطار المحافظة على التراث الوطني وإبرازه كأحد الشواهد الحية لعظمة تاريخنا وحضارتنا إتجه إهتمام بلدية هرقلة إلى معالم المدينة العتيقة التي تمتاز بنسيج عمراني كثيف وشبكة طرقات وأزقة تربط بين منازل ذات أفنية متلاصقة وتمثل هذه الخصائص شاهدا حيا على مثال عمراني إسلامي متناسق للمدينة. وكان هذا الإهتمام واقعا ملموسا من خلال جملة من المشاريع الهامة التي شهدها هذا الفضاء العمراني تتمثل في هذه المشاريع في:
- تبليط الأنهج والأزقة بالحجارة المصقولة
- إحداث شبكة إنارة
- بناء مداخل الأنهج والأزقة على شكل أقواس
- تثبيت مزهريات صغيرة الحجم
- تركيز مزهريات على الأرصفة
- غراسة شجيرات البوقنفيليا
- العناية ببيوت الله
ترصد البلدية سنويا بميزانيتها مبالغ مخصصة للإعتناء بالمساجد وخاصة في إطار الإستعداد لشهر رمضان المعظم من كل سنة.
- صيانة المقابر الإسلامية
تولي بلدية هرقلة عناية فائقة للمقابر الإسلامية وتتولى بصفة دورية للعناية بها وذلك بغراسة الأشجار ونباتات الزينة وتقليع الأعشاب الطفيلية وتبييض السياج الخارجي والقبور وقد تم في هذا الصدد تهيئة المقبرة الإسلامية بكلفة جملية قدرت بـ40.000 د لبناء السور الخارجي للمقبرة وتهيئة الممرات بها.
- المحافظة على الصناعات التقليدية
ما من شك أن قطاع الصناعات التقليدية مدخل أساسي لتأصيل هويتنا العربية الإسلامية وشرط عميق في رسم صورة مضيئة لتونسنا الجميلة التي صنع مجدها أجدادنا بما شيدوه من حضارة عريقة تنم عن إنفتاح على الحضارات الأخرى ومدينة هرقلة ذات التاريخ العريق أولت قطاع الصناعات التقليدية أهمية كبرى إيمانا بما لها من أهداف نبيلة جوهرها الحفاظ على الهوية وترسيخ ثقافة الإعتراف بالجميل لمن صنعوا مجد تونس ولئن كشف عمل الحرفيين وأهل الإختصاصات في الصناعات التقليدية عن مدى الإهتمام بهذا القطاع وضمان تقدمه ومواكبته لروح العصر فإن عناية الدولة فاقت هذا الإهتمام وتعدته إلى ترسيخ منظومة كاملة وشاملة لإعطاء هذا القطاع حقه.
وتحمل كل منطقة من تونس طابعا خاصا بها وخصوصية في إطار المنتوجات من الصناعات التقليدية وقد إختصت مدينة هرقلة منذ القدم في صناعة الحلفاء أي الألياف النباتية إلى يومنا هذا وقد ساهمت بلدية هرقلة في المحافظة على الصناعات التقليدية بها من خلال تخصيص فضاء كائن بشارع 18 جانفي خصص للتكوين في مختلف الإختصاصات التقليدية.